د. عبدالرحمن عبيد العازمي
د. عبدالرحمن عبيد العازمي
التربية - علم نفس
438
التربية - علم نفس
علم نفس

المشرف الأكاديمي الضعيف

المشرف الأكاديمي الضعيف
423
المشرف الأكاديمي الضعيف

 

المشرف الأكاديمي الضعيف

كتبه الدكتور/ عبدالرحمن العازمي

يحتار طالب الدراسات العليا عندما يتخلى عنه المشرف الأكاديمي على رسالة الماجستير أو أطروحة الدكتوراه، ويطلب منه بناء أدوات القياس بحجة أنه يريد أن يترك الطالب ليتعلم لوحده، وهذا النهج لا يدل على عمق المشرف أو قدرته العلمية، ويتنافى مع السياسات التي تنتهجها الجامعات في لوائحها العلمية، كما أن هذا الأسلوب يعتبر من أسباب ضعف المخرجات العلمية في الدراسات والبحوث. ومن هنا فعلى الطالب أن يلتزم بخطوات تصميم الأدوات والمقاييس معتمداً على الطرق التي تبرر بناء هذه الاستبانات والمقاييس وكيفية اختيار الفكرة التي تتطابق مع المتغيرات في عنوان البحوث والرسائل العلمية. وذلك يتم من خلال تحديد هدف القياس، فلكل قياس هدف ومبرر، ولكل علاقة أو ارتباط سبب ونتيجة. ولا يستطيع طالب الدراسات القدرة على البناء لأدواته ومقاييسه إلا بعد الاطلاع الواسع على الإرث النظري في مجال تخصصه، والحصول على أكبر عدد من مصطلحات ومفردات التخصص ذات العلاقة في عنوان البحث. حتى لا يبتعد الباحث عن الإطار النظري المنسجم مع الفكرة والهدف والمصطلح في مجال تخصصه. وأن يلتزم الطالب أثناء بناء الأدوات في تحديد طبيعة وخصائص عينة مجتمع الدراسة، وأن يكون البناء وفق المرحلة النمائية، فعلى سبيل المثال: الا يبني فقرة عن الزواج وهو يقيس طلاب المرحلة الابتدائية أو المتوسطة. ثم على الباحث أن يحدد الأبعاد أما بالطريقة الاستكشافية أو التوكيدية التي تضمن له الحد الأدنى من البناء الصحيح. وذلك بعد حصره للمقاييس التي تناولت متغيرات بحثه ليتسنى له تحديد الشكل الأمثل للمقياس وطرق تطبيقه السليمة. وأن يبتعد أثناء بناء الأبعاد والفقرات عن الكلمات المركبة أو الغامضة أو الهبوط إلى مستوى اللهجة الشعبية، التي تقلل من مستوى الطرح العلمي المتقدم. معتمدا على الصياغة العلمية واللغوية المناسبة بعيدا عن التكلف اللفظي في اللغة. وكلما التزم الباحث في تعليمات البناء والقياس أصبح قريبا من التصميم المقبول لدى محكمين الصدق الظاهري، فقد يرفض كثيراً من المحكمين المقاييس وعدم الموافقة على تحكيمها بسبب عدم صلاحيتها وتشعب فقراتها وبعدها عن التعليمات العلمية للبناء، وضعف التركيب اللغوي والإملائي الذي يقلل من القيمة الشكلية للأداة. ولكي يتأكد الباحث ويتطمأن على استبانته أو مقياسه فعليه أن يلجأ إلى الاستطلاع المبدئي الذي لا يقل عن ثلاثين مفحوصاً كتجربة أولية للتحقق من الخصائص السيكومترية للأداة، فهي التجربة الأفضل بعد التحقق من صدق المحكمين.

--------------------------------------

أستاذ علم المنفس المشارك

خبير الإرشاد النفسي والأسري